ونعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين نقيبتها الصحفية المناضلة نجيبة الحمروني، التي برحيلها تكون الأسرة الإعلامية قد فقدت صحفية فذة ومناضلة شرسة في الدفاع عن الحريات و المهنة وشرفها وعن النقابة، وتحملت من أجل ذلك الطرد والمضايقات والملاحقات الأمنية.
وتحملت الفقيدة مسؤولية رئاسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من سنة 2011 إلى سنة 2014 لتلعب دورا بارزا سواء في مسار إصلاح الإعلام أو في قيادة النقابة في فترة انتقالية حساسة خاض خلالها الصحفيون إضرابين عامين غير مسبوقين وطنيا وعربيا من أجل صحافة حرة منحازة إلى قضايا الشعب، تاركة بصمة واضحة في مسيرتها الحافلة بالنضال منذ أن كانت عضوا بالمكتب التنفيذي للنقابة الذي تم الانقلاب عليه في عهد الديكتاتورية.
كما برزت فقيدة الصحافة التونسية بمواقفها الشجاعة في الدفاع عن المهنة جاعلة من استقلالية الصحفي ومقاومة المال الفاسد في الإعلام قضايا محورية في حياتها، ولم تمنعها وطأة المرض حتى في أحلك فترات أزماتها الصحية المتعاقبة من الإصداح بمواقفها الجريئة والشجاعة تجاه هذه القضايا.
كما فقد المجتمع المدني والحركة النسائية برحيل نجيبة الحمروني مناضلة كانت على الدوام في الصفوف الأمامية للحركة الديمقراطية مدافعة بلا هوادة وبلا حساب عن قضايا المرأة في إيمان راسخ بألا عدالة في مجتمع لا تتحقق فيه حرية المرأة.
رحلت نجيبة الحمروني الصحفية المكافحة و لكنها تركت صورة مليئة بالحياة لامرأة عاشت وماتت من أجل مبادئها ومن أجل مهنتها.