سياسة

مواصلة لمسلسل الاستقالات، قيادي آخر يعلن انسحابه من الوطني الحر ويفضح بعض ممارسات الرياحي (نص الاستقالة)

كريمة قندوزي | الأربعاء، 25 ماي، 2016 على الساعة 09:35 | عدد الزيارات : 3150
أعلن سمير المغراوي اليوم الأربعاء، 25 ماي 2016، استقالته من حزب الاتحاد الوطني الحر.

 

وجاء هذا في نص استقالة نشرتها الصباح نيوز اليوم، حيث أرجع المغراوي استقالته إلى ملاحظة بعض الاخلالات التي حاول تقييمها مع زملائه، وفق تعبيرها، ولكنّه أكّد أن رئيس الحزب سليم الرياحي يتعامل بمنطق "الإقطاع السياسي" غير مؤمن بضرورة العمل الجماعي والتشاركي ويعتبر الحزب "مشروع الشخص الواحد" وأنه لا يؤمن بالحوار داخل الهياكل، حسب قوله.

 

هذا وأكّد المغراوي أن قرار الانسحاب من الحزب لم يتخذه وحده، بل صحبة جمع من زملائه داخل الحزب الذين يرون نفس رؤيته، مُحملا كل المسؤولية لسليم الرياحي الذي دفعهم الاستقالة بسبب "تغليبه المصالح الضيقة والتحالفات المؤقتة على ضرورات البناء والتأسيس".

 

وأضاف المستقيل من الوطني الحر أن الحزب "متقوقع على ذاته و مكتفيا بوجود الكتلة النيابية وارتباطه بالتحالف الرباعي"، كما تم إغلاق كل المقرات مع ما انجرّ عن ذلك من تداعيات أثرت سلبا على تواجده جهويا و محليا.

 

وتابع سمير المغراوي في نص استقالته "وأعتقد جازما أنّ المواقف الجدية لا يمكن أن تتخذ بالتردّد، وأنّ إمكانيات الفعل والمساهمة الحقيقية في بناء تونس لا يمكن أن تكون في الزوايا الضيقة حيث الحدّ من حرية التفكير والمبادرة."

 

وكان القيادي جمال التليلي قد أعلن مؤخرا استقالته من الوطني الحر مُشيرا إلى أنه سيكشف أسباب انسحابه في ندوة صحفية.

 

وفي ما يلي نص الاستقالة :

 

«أفتتح بياني هذا بالتأكيد على إيماني العميق بقيم التسامح متجنبا ما يذهب إليه غيري من ادعاء البطولة أوتعمد الأذى، رافضا كل أسلوب حاقد أو جارح لمشاعر المنتسبين للحزب، فقط أقول: طفح الكيل وتأكدت أن النهج المتوخى من رئيس الحزب في الانفراد بالرأي و التسيير الأحادي الجانب قد استفحل

 

إني الممضي أسفل هذا سمير المغراوي أعلن استقالتي من حزب الاتحاد الوطني الحر الذي خضت في صفوفه تجربة حققت جملة من الأهداف أهمها الحد من التجاذب الثنائي ودعم التعددية الحزبية وتقديم جملة من البدائل في المستويين الاجتماعي والاقتصادي .لقد كان من البديهي بالنسبة لي، وعدد من الأصدقاء الذين ناضلنا سويا، أن التجارب الوليدة تستوجب الصبر والمثابرة من أجل تشكلها بما يمكّن من دعم المسار الديمقراطي في البلاد وأنّ الاخلالات التي كنا نلاحظها بالتقييم الدائم كان من الممكن أن يقع تجاوزها تدريجيا، وتبين اليوم بعد محاولات كثيرة للإصلاح أنّ رئيس الحزب السيد سليم الرياحي يتعامل بمنطق «الإقطاع السياسي» غير مؤمن بضرورة العمل الجماعي والتشاركي ويعتبر الحزب «مشروع الشخص الواحد» وأنه لا يؤمن بالحوار داخل الهياكل .وإنني كعدد غير قليل من الملتحقين بالحزب قبل سنوات لنا تجاربنا النضالية ونرتكز في سلوكنا السياسي على مبادئ النضالية والجمهورية والوطنية والتقدّم، وهذا ما حاولنا التمسك به في هذه التجربة الجديدة كمرجع ورؤية .

 

ولذلك فلقد اتخذنا قرارا طالما أجّلناه رغم عمر انتماءنا القصير في صفوف الحزب ألا وهو الانسحاب نهائيا من كل هياكل الحزب لأنني بلغت اليقين أنّ :

 

قرار الحزب مرتهن في شخص رئيسه الذي يغلّب المصالح الضيقة والتحالفات المؤقتة على ضرورات البناء والتأسيس من أجل أن يكون الحزب مدرسة تدرب على قيم النضال وتؤسس من أجل خلق مرجعيات وطنية تساهم في تطوير الحياة السياسية وتمكن المنتسبين للحزب من المشاركة الفعلية في الشأن العام .

 

الحزب متقوقع على ذاته و مكتفيا بوجود الكتلة النيابية و من ثمة إغلاق كل مقرات الحزب مع ما انجر عن ذلك من تداعيات أثرت سلبا على تواجده جهويا و محليا.

 

وجود الحزب مرتبط أساسا بالتحالف الرباعي

 

عدم وجود مقرات تجمع المناضلين للتباحث حول المسائل المصيرية للحزب و جهاتهم و تفعيل الحوار البناء لمستقبل الحزب تؤكد عدم وجود نهج تواصل للبناء الهيكلي للحزب.

 

وأعتقد جازما أنّ المواقف الجدية لا يمكن أن تتخذ بالتردّد، وأنّ إمكانيات الفعل والمساهمة الحقيقية في بناء تونس لا يمكن أن تكون في الزوايا الضيقة حيث الحدّ من حرية التفكير والمبادرة.