وقال الهاني أنه يشعر بالأسىوهو يراهم خلف شعاراتهم البراقة المخادعة ومزايداتهم التي يصدّقهم فيها الأغبياء، حيث يبنون مراكز نفوذهم وتسلّطهم على حساب معاناة عامة الناس وفي مقدمتهم الفقراء، وتدمّرون القطاع العام تحت لافتة الدفاع عنه، وتقودون البلاد بعنجهيتكم وغروركم وعُقد النقص التي تتحكم فيكم وسلوككم المراهق، على طريق الاستبداد والخراب.
وأشار زياد الهاني إلى أنّه لم يُسىء يوما للاتحاد لأنّه يعرف قيمته ويقدّره حق قدره، ويقدّر كل ما قدّمه لتونس وما يمكنه تقديمه كلّما توفرت له القيادة الحكيمة المقتدرة، لكنه اليوم يرثي حاله إذ يجد نفسه مضطرا للنزول من علياء التعامل مع نصوص زعمائه التاريخيين المكتوبة بحبر من ذهبِ الذهن وبدفق الوطنية الخالصة، للردّ على هزال ما كتبته أنت، وفق تعبيره.
"الردّ المسماري على الجنرال كبران شاف بلقاسم العياري"
رسالة مفتوحة إلى بلقاسم العياري الذي تبيّن أنه لا يحسن القراءة، كما لا يدرك معنى أن يكون قياديّا في الاتحاد العام التونسي للشغل، وما يفرضه عليه مركزه النقابي السامي من رفعة والتزام:
سألتٓني يا بلقاسم، في صيغة التطاوس والتحقير: "ماذا أنت يا زياد الهاني"!؟
أنا يا بلقاسم، سليل بيت علم ونضال. وأحمل شهادات جامعية عليا في العلوم الفيزيائية والتعمير والقانون العقاري والصحافة. وتحمّلت مسؤوليات نقابية قيادية عدّة في القطاع الصحفي على الصعيدين الوطني والإفريقي.
صحيح أني لا أملك من المال ما يمكّنني من شراء بدلاتك الفخمة أو العشاء "المعتّق" المستمر في المطاعم الراقية مثلك، ومثل عدد من الإعلاميين أثرياء ما بعد 14 جانفي 2011، لكني راضٍ وقانع بوضعي وما بدّلت ولا تغيّرت. محافظا على منهجي في الولاء لتونس وحدها، محبّا ومدافعا عن كل من يحب لها الخير، وشوكة في حلق كل من يريد بها السوء.
أنا يا بلقاسم، الصوت الحرّ الذي لا يهاب قول ما يعتقده حقّا، والقلم الشامخ الذي لا يُباع ولا يشترى، والسيف المشهر في وجه الفاسدين وأعداء بلادي قبل 14 جانفي 2011 وبعده...!!
أنا يا بلقاسم، فارس من فرسان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجندي مقاتل بالكلمة مع زميلاتي وزملائي الصحفيين الأحرار من أجل حرّيتها للتونسيين جميعا، ومن أجل مجد بلادنا وسيادتها الوطنية. أؤمن بنبل رسالة مهنتي وبعزّة تونس، وبأن شعبها هو أعظم قوّة في البلاد، لا يعلو عليه أحد كائنا من يكون...
لم أسئ يوما للاتحاد يا بلقاسم ولن أسيء، لأني أعرف قيمته وأقدّره حق قدره، وأقدّر كل ما قدّمه لتونس وما يمكنه تقديمه كلّما توفرت له القيادة الحكيمة المقتدرة. وقد دافعت عنه بكل استماتة في كل محطات استهدافه رغم ما جلبه لي ذلك من أذى وعداوات، لأنه بالنسبة لي ضمانة أساسية لتونس. ولعلمك فأنا ابن الاتحاد وعضو بالنقابة الأساسية لمؤسستي (لابراس/الصحافة) منذ التحاقي بها، وأول راتب حصلت عليه منها اقتطعت منه معلوم انخراطي في الاتحاد. لكني الآن أرثي حاله يا بلقاسم، إذ أجد نفسي مضطرا للنزول من علياء التعامل مع نصوص زعمائه التاريخيين المكتوبة بحبر من ذهبِ الذهن وبدفق الوطنية الخالصة، للردّ على هزال ما كتبته أنت!!
هل سبق لك يا بلقاسم، أن قرأت كتابات حشاد والتليلي وعاشور؟ هل اطلعت على ما فيها من دروس خالدة وفهمت ما تضمنته من عِبر؟ هل وقفت على سعة ثقافتهم واطّلاعهم؟ لا أظن ذلك يا بلقاسم، وإلاّ لما استهزأت بمقولة حشاد التي استعرضها الزميل محمد بوغلاب، خلال مشاركتك الأخيرة في برنامج "اليوم الثامن" وأسأت فيها بتصرفاتك الصبيانية لصورة الاتحاد ومكانته أيّما إساءة، لعلّها أبلغ حتى من تلك التي ارتكبتها يوم حضرت في برنامج تلفزي سكرانًا!!
لا ألومك يا بلقاسم، على عدم فهمك لما كتبته عن الاتحاد. ولا أردّ عليك هنا اهتماما بشخصك، ولكن لنفي فرية الإساءة للاتحاد التي اتهمتني بها وأنت أمينه العام المساعد، وفتحت بها باب شتمي في صفحتك.
أشعر بحزن عميق يا بلقاسم، وأنا أرى الاتحاد بعد زعمائه العظام وقادته المميزين المحنّكين (من الحنكة وليس الأحناك)، ومع تنزيه واحترام مقامات العديدين فيه ممن يستحقون كل التقدير والاحترام... قد آصبح مٓسْوٓمٓةً لكل سياسي فاشل ودعيّ مٓوْتور!!
أشعر بالأسى يا بلقاسم، وأنا أراكم خلف شعاراتكم البراقة المخادعة ومزايداتكم التي يصدّقكم فيها الأغبياء، تبنون مراكز نفوذكم وتسلّطكم على حساب معاناة عامة الناس وفي مقدمتهم الفقراء، وتدمّرون القطاع العام تحت لافتة الدفاع عنه، وتقودون البلاد بعنجهيتكم وغروركم وعُقد النقص التي تتحكم فيكم وسلوككم المراهق، على طريق الاستبداد والخراب...
قُم يا حشاد، قُم يا تليلي، قُم يا عاشور... قوموا وانظروا ما يفعل بعض من ينتحلون نضالكم، بالاتحاد وبالبلاد...
تحيا تونس
(ملاحظة: تم التخفيف من حدّة هذه الرسالة، تقديرا لعدد من الأصدقاء المحترمين)