تاريخ شوكات السياسي تاريخ حافل , ليس بالإنجازات و إنما بالتنقلات , فهو لا يكاد يستقر على موقف أو رأي أو توجه أو حزب , بالتالي و طبيعيا لن يستقر على مبدإ أو قيمة عليا يدافع عنها و يناضل من أجلها , ففضلا عن هوايتي المطالعة و الرياضة , تبرز الهواية الأهم و الأحب إلى قلبه , و التي لا ينافسه فيها إلا القليلون , و هي " السياحة الحزبية " , فهو يتنقل بين الأحزاب و المدارس السياسية و الفكرية و يغيرها كما تغير الحسناء فساتينها .
كان رفيق المدعو " أبو عياض " زعيم أنصار الشريعة , حيث اِلتقيا في المغرب , و كان بمثابة أخيه كما يحلو له أن يصفه , لكنهما اِفترقا , فقد اِختار أبو عياض التوجه إلى بريطانيا , فيما توجه شوكات إلى هولندا , اِنظم إلى حركة النهضة فترة لم تطل , لينتقل إلى خصم الحركة الأول بن علي عارضا نفسه وسيطا بين الطرفين , داعيا إلى " التوبة " عن معارضة النظام .
هو أيضا أحد مؤسسي حزب المجد الذي ترأس مجلسه الوطني سنة 2011 ثم اِنتقل إلى العريضة الشعبية ثم إلى الدستوريين الأحرار قبل أن ينتدبه سليم الرياحي في حزبه الجديد الإتحاد الوطني الحر في خطة أمين عام سنة 2012 , أين اِنفلتت غريزة المدح عنده ليضع رئيسه و رئيس حزبه ضمن الزعماء الوطنيين الصادقين و المناضلين و الثوريين , لكن سطوة الهوى و حب " التنطع " غلبا الرجل مرة اخرى فقفز سنة 2013 إلى حركة نداء تونس , حيث أطلق العنان لملكات التودد و التذلل عنده , ليكشف و يؤكد و يبرهن أنه الأحق و الأجدر بصفة " مادح الحكام " و خادمهم . هو القائل " الباجي قايد السبسي هو مبعوث العناية الإلهية " مشبها " سيادة الرئيس " بالأنبياء و المرسلين... و هو القائل " إننا نعيش في عصر الباجي قايد السبسي " . لكن المؤكد أن شوكات يجل و يبجل و يوقر المناصب و الألقاب بغض النظر عن الأشخاص اللذين يمثلونها .
يتلخص خالد شوكات في شيئين : هواية و غريزة , هواية القفز و التنقل بين الأحزاب و الدكاكين السياسية , و غريزة المدح و التودد لأصحاب هذه الدكاكين , هو صورة عصرية للشعراء اللذين يمدحون الأمراء و السلاطين لغاية التكسب و " التمعش " , لكن مع فارق الإبداع و الإمتاع .