وافتتح النّدوة وزير الشؤون الدينيّة محمّد خليل وأشار في مستهلّ كلمته إلى أنّ الأديان السماوية تدعو جميعها إلى التسامح والإخاء والمحبة وإلى تعايش يتّسع للإنسانية كلّها، وأن التوراة والإنجيل والقرآن هدى ونور للناس، كما ورد ذلك في القرآن الكريم.
كما أشار إلى ضرورة دحض شبهة الإرهاب عن الإسلام التي يحاول البعض إلصاقها به بمجرّد كون بعض الإرهابيّين من المسلمين، ودعا المسيحيين في العالم واليهود في كافة أصقاع الدنيا إلى معاضدة جهود المسلمين في مقاومة الارهاب لا عن طريق التنديد الإعلامي أو التنظير أو مجرد الاشتراك في مقاومة بؤر التوتّر بواسطة السلاح فحسب، بل بمساهمة فاعلة في الكنائس وفي البيعات، عبر تهيئة نفسية تستند إلى مرجعية دينية وأخــلاقية مدعومة بالنصوص المقدسة تماما كما يــفعل المسلمون في المساجد كما دعاهم إلى المساهمة الفاعلة في التصدّي للإرهاب عبر المناهج التعليميّة والبرامج الثقافية والإعلامية الهادفة.
وتمّ خلال النّدوة تقديم مداخلة للشيخ علي حبورة إمام خطيب، مداخلة للأب "إيلاريو أناسطازي" أسقف تونس ومداخلة لـ "أبيشاي حطّاب" ممثّل الجالية اليهوديّة بتونس، وإثر ذلك دار نقاش ثريّ بين الأساتذة والوعّاظ والأئمّة الحاضرين ومجموعة المحاضرين.
وتمّ في أعقاب النّدوة إصدار بيان تضمّن الترحّم على ضحايا الإرهاب مهما كانت دياناتهم وأجناسهم وأعراقهم ودعوة علماء الدّين في العالم إلى معاضدة جهود تونس في مقاومة الإرهاب ماديّا وأدبيّا وفكريّا، كما تضمّن التّأكيد على الانخراط الفعلي في التصدّي للتطرّف العنيف بجميع أشكاله في الفضاءات التربويّة والمسجديّة وغيرها وتربية الأجيال على قيم التعايش والتسامح والتراحم والأخوّة والإنسانيّة.