سياسة

الصراع السياسي حد التحرش

زووم تونيزيا | الاثنين، 4 أفريل، 2016 على الساعة 12:02 | عدد الزيارات : 5322
بداية يجب الإقرار أنه لا تخلو بلاد من ظواهر تتفاوت نسبة حضورها و قوتها من بلد الى آخر بفعل عدة أسباب و معطيات , و أن هذه الظواهر لها تأثيرات على أصعدة مختلفة , و من أهم هذه الظواهر , ظاهرة التحرش التي خرجت من دائرة " الجنسي " و دخلت بعض المجالات و الميادين , منها عالم السياسة , لنتحدث عن " تحرش سياسي " .

 

يعني التحرشُ , التعرضَ لشخص بهدف إثارته و اِستفزازه , و هذا عين ما نراه على مسرح السياسة في تونس , إذ أصبحت المناكفات و التجاذبات و السجالات و التلميح و التصريح... " ماعون الصنعة " عند أغلب السياسيين , و غدا الآخر المخالف الشغل الشاغل , و أصبح التقليل من شأنه و النيل منه أولى الأولويات , بدل الإهتمام بالإصلاح الداخلي و الدفع نحو التطوير و مزيد العمل للنهوض بالبلاد .

فعلا , طغت النقاشات الجانبية و الخلافات الشكلية على الساحة السياسية في تونس , و اِحتلت المنابرَ الإعلاميةَ و تصدرت عناوين الصحف , لا شك أن الإعلام هو من غذى هذه " الهوامش " و وسع دائرتها , لكن أصل المشكل و مكمن الداء يعود إلى أصحاب السياسة و إلى ضعف برامجهم و تطفل أغلبهم على الساحة التي صيَّروها , بفعل " تحرشاتهم " , إلى غابة يرتعون فيها و إلى مركب تحيد شيئا فشيئا عن وجهتها و مقصدها و هي التي تصارع الموج المتلاطم حتى تصل إلى بر الأمان و تستقرَّ .

هذا " التحرش " يحمل وجها آخر , نقيضا ربما , فالإثارة و الإستفزاز لا يكون فقط من خلال المناكفة و المناقشة الضدية , و إنما تكون أيضا من خلال المغازلة و المخاتلة , فيراود البعضُ البعضَ الآخر عن حزبه , بإغراءات و وعود قد تثير النفس و تُرضِخُها , " سمسرة حزبية " تنشط و تنتعش كثيرا في سوق البرلمان .

 

ما من شك أن الشعب في النهاية هو المقصود بالتحرش , و هو المؤمل في رضاه , فمنتهى غاية السياسيين هي إقناع الناس و حشدهم في صفهم , و لا تهم الوسيلة في منطق السياسيين , فالعبرة بالنتائج , لكن الكلمة الفصل تبقى للشعب , فإما أن يرضى و إما أن ينفر و يستعصم .