كما اعترفوا أنّهم استطاعوا الوصول إلى المعتمدية بعد أنّ تمكنوا من قتل وجوه أمنية هامة، فجر الاثنين 07 مارس 2016،
ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة 'الخبر' الجزائرية، اليوم الجمعة 11 مارس 2016، دفعة جديدة من شهادات لعدد من أهالي مدينة بنقردان حضروا اللحظات الاخيرة قبل تنفيذ الهجوم الارهابي.
وفي احدى الشهادات، قال مهدي صاحب محل لتصليح العجلات في حي بوجلال القريب من ثكنة الجيش ل: "قدمت إلى محلي باكرا كعادتي.. تفاجأت بوجود مسلحين قرب المحل، ألقيت السلام وفتحت المحل.. ساورني الشك في المسلحين، فقررت غلق المحل والعودة أدراجي إلى البيت.. خاطبني أحدهم: لم أغلقت المحل؟ فقلت له لست بصدد الفتح الآن، حينها كشف لي عن هويته: نحن من "الدولة الإسلامية"، جئنا لتحريركم".
وأضاف شاهد العيان "مهدي": "رأيت شخصا يحمل قاذفا من نوع آر بي جي، وراعني أن مع المجموعة فتاتين كانتا تغطيان وجهيهما".
من جانب آخر، أكّد "محمد ودرني" الذي يقيم في مسكن بحي بوجلال: "خرجت باكرا من البيت في حدود الخامسة صباحا، لأتبين صوت الرصاص، كانت قوات الجيش قد بدأت في صد الهجوم الإرهابي، وجدت أمام البيت 4 مسلحين، حاول أحدهم الدخول إلى البيت، فيما انزوى اثنان من المجموعة في مكان قريب.. منعت المسلّح من الدخول ودفعته وتصارعت معه، وفككت من صدره حزمة من القنابل اليدوية كان يعلقها على طرف صدره، لكنه ضربني على رأسي بمؤخرة الكلاشنيكوف وفرّ هاربا".
أما شاهد العيان "اشرف" فقال: "لم أكن أعتقد أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي، لكن كثافة الرصاص ودوي الانفجارات الناتج عن إطلاق الإرهابيين قذائف تجاه الثكنة والمراكز الأمنية المستهدفة، علق علامات استفهام وتساؤلات كبيرة".
وتابع "أشرف" أنّه التقى بإرهابي كان يختبئ خلف جدار إسمنتي ويغطي نفسه بكومة من الحشيش اليابس، كانت قوات الجيش بدأت تنجح شيئا فشيئا في صد الهجوم الإرهابي، واضطر الإرهابيين للهروب من المواجهة المباشرة والتفرق والتحصن في بيوت مهجورة، وفق تعبيره.
وأضاف الشاهد "توجهت إلى ذلك الإرهابي، كان صغير السن، كنت أخاطبه على مسافة 200 متر أو أقل، شجعني على أن أطلب منه أن يسلم نفسه للجيش، وسألته لم تحاول أن تقتل الناس أو تُقتل؟ لم يرد علي لكنه طلب مني أن أتقدم إليه.. تشجعت وفعلت ذلك، لكنه صمت، لم يرد على أسئلتي، وما هي إلا لحظات حتى انفجر شيء تحته، ربما كانت قنبلة يدوية لم يحسن الإمساك بها، قبل أن تفجر قنبلة ثانية ويُقتل.. حين تقدمت إليه وجدت عينيه مفتوحتين وبالقرب منه سلاح كلاشنيكوف"
وهذه شهادة شقيق أشرف تعقيبا على شهادة أخيه: "ذلك يؤكد أن المجموعة المهاجمة لم تكن محترفة.. أتصور أنهم لم يتلقوا تدريبات كافية على الأسلحة أو تكتيكات الحرب.. من رأيتهم والتقيت بهم كانوا بين 17 و22 سنة"، متابعا "أتذكر أن شابا يافعا أسود اللون كان يسوق دراجة نارية لم يكن يحمل سلاحا، هو من كان يوزع عليهم الذخيرة".
وأكّد كل من محمد وأشرف ومهدي أنّ أغلب الإرهابيين من أبناء المنطقة، لكن من بينهم جزائريون وليبيون، مشيرين إلى أنّهم تمكنوا من التعرف عليهم من خلال اللهجة، حيث أنّ الشاهد مهدي قال: "سألني أحدهم: لم لا تحارب معنا؟ أنا جئت من الجزائر لأجاهد من أجلكم".