وقال خضر للصيّد أنّ بيانه أكّد أنّ كل وزير سيتولى في أجل أقصاه عشرة أيام من مباشرته لمهامه تقديم رزنامة محددة لتجسيم الإجراءات العاجلة كل في مجال اختصاصه بكامل الدقة والنجاعة، مُشيراً إلى أنّ الأيام العشرة المذكورة توشك أن تنقضي ومن المفيد التوجه له بهذه الرسالة المفتوحة كنائب عن الشعب ونائب لجهة.

وفيما يلي نص الرسالة التي لفت فيها الحبيب خضر انتباه الحبيب الصيّد إلى تعطل تفعيل برامج التشغيل لفائدة بعض الفئات، إضافة إلى ما تشهده بعض المشاريع المهمة من تعثر كبير.

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة

بسم الله الرحمان الرحيم،

السيد رئيس الحكومة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

السيد رئيس الحكومة،

لاحظت أن حكومتكم سارعت بالتحرك نحو الذهيبة وتطاوين وبنقردان ومدنين، وهذا مفهوم في ظل خطورة الأوضاع هناك والحاجة الملحة للاستماع للمواطنين وتفهم مطالبهم التنموية وإلحاحية التحري في ملابسات سقوط نفس بشرية هي أثمن ما في هذا الوطن، كما توليتم شخصيا زيارة عائلة تعيش صنوف الفقر والخصاصة بعد أن فقدت ابنها وهذا مفهوم أيضا في ظل التنبيه الإعلامي لمأساة تلك العائلة، ولكن من أخطر الرسائل التي يمكن تلقيها بطريقة القراءة العكسية أن الحكومة لا تلتفت إلا حيث يندلع حريق أو حيث يوجه الإعلام اهتمامه، حال أن من المسلم به أن التوقي من الحرائق أكثر فائدة من المسارعة بإطفاء كل حريق بعد اندلاعه.

من ناحية أخرى، جاء في بيانكم أمام مجلس نواب الشعب أن كل وزير سيتولى "في أجل أقصاه عشرة أيام من مباشرته لمهامه تقديم رزنامة محددة لتجسيم الإجراءات العاجلة كل في مجال اختصاصه بكامل الدقة والنجاعة"، ولأن الأيام العشرة المذكورة توشك أن تنقضي فقد رأيت من المفيد أن أتوجه لكم بهذه الرسالة المفتوحة كنائب عن الشعب ونائب لجهة.

السيد رئيس الحكومة، كنائب عن الشعب ألفت انتباهكم إلى تعطل تفعيل برامج التشغيل لفائدة بعض الفئات كبرنامج تشغيل المعاقين الذين لهم حصة قانونية لا يمكن النزول عنها ولكنها تشهد تأخيرا كبيرا في تحقيقها ربما لكثرة المتدخلين وضرورة التقائهم تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وهو ما يستدعي المعالجة السريعة، كذلك الشأن بالنسبة لبرنامج أولوية تشغيل فرد من كل عائلة من العائلات التي تضم عديد المتخرجين ومعاناتهم من البطالة، وقبل ذلك وبعده ضرورة التصدي للارتفاع المشط للأسعار.

السيد رئيس الحكومة، كنائب عن دائرة قابس، أذكركم أنه ورغم التمكن من إقرار بعض المشاريع المهمة للجهة فإن تنفيذها ما يزال يشهد تعثرا كبيرا كحالة مشروع الطريق السيارة صفاقس قابس ومشروع المستشفى الجامعي الجديد ومشروع المدينة الاستشفائية ومشروع المستشفى الخاص للأمراض السرطانية ومشاريع المناطق الصناعية توسعة واستحداثا واستكمال الارتقاء بعدد من المستشفيات المحلية إلى مستشفيات جهوية وتدعيم المؤسسات الصحية العمومية عموما بالمعدات والأطباء واستكمال برامج التخلص من التلوث بأنواعه، وغير ذلك كثير من المطالب الملحة التي نرجو أن تكون ضمن الأولويات التي ستحددها حكومتكم.

السيد رئيس الحكومة، منذ الثورة لم يزر ولاية قابس لا وزير أول ولا رئيس حكومة رغم أن المتداولين على هذه المهمة قبلكم خمسة بالتمام والكمال، وأنا ادعوكم للقطع مع هذا الخيار وأتوجه لكم بدعوتي لأن تكون أول ولاية تزورونها هي ولاية قابس وفي محفظتكم قرارات عملية لمعالجة مشاكل الجهة "بكامل ... النجاعة".

السيد رئيس الحكومة، تقبلوا ختاما فائق التقدير والاحترام ووفقكم الله فيما أولاكم خدمة للوطن والمواطن.