سياسة

نور الدين البحيري يبين موقف حركة النّهضة من تنصيب الحبيب الصّيد و محاكمة ياسين العياري

زووم تونيزيا | السبت، 17 جانفي، 2015 على الساعة 16:25 | عدد الزيارات : 5438
أجرت زووم تونيزيا حوارا صحفيا مع رئيس كتلة حركة النهضة ووزير العدل السابق السيد نور الدين البحيري ، تم التطرق فيها إلى المشهد السياسي بصفة عامة إبتداءا من ما قبل تسمية السيد الحبيب الصيد رئيسا للحكومة وما هي المواقف التي إتخدتها حركة النهضة بإعتبارها ثاني قوة بالبلاد بالإضافة إلى موقفها من تسمية الحبيب الصيد رئيسا للحكومة و إمكانية الحركة في التواجد فيها خاصة بعد إعلان
 

زووم تونيزيا : هل إقترحت حركة النهضة شخصية لترشيحها لرئاسة الحكومة ؟

نور الدين البحيري : بلادنا أنجزت إنتخابات تشريعية و رئاسية شفافة و معترف بها داخل البلاد و خارجها وهذه خطوة كبير في إتجاه بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة في تونس وفي إتجاه إغلاق كل الأبواب و المنافذ لعودة الإستبداد و نحن غير معنيين تماما من تشكيل الحكومة حتى نقدم مرشحا لرئاسة الحكومة و الطرف المعني بهذا وفق الدستور هو فكر و رشح من يراه أهلا لتحمل المسؤولية صحيح انه تم تداول العديد من الأسماء ولكنه اتخذ القرار في ترشيح السيد الحبيب الصيد و حركة النهضة كحركة وطنية مسؤولة عندها حضور قوي في المجتمع يتجسد في أكثر من مليون ناخب وقفوا معها و الحركة لم ترى أي مانع في ترشيح الحبيب الصيد.

زووم تونيزيا : هل لدى حركة النهضة مؤخذات على السيد الحبيب الصيد خاصة و أن عدة أطراف سياسية إعتبرته رمزا من رموز النظام السابق بما أنه إشتغل في وزارة الداخلية ؟

نور الدين البحيري : في التعامل مع قضايا البلاد يوجد منهجين و للأسف الشديد هناك بعض الأطراف لم تستوعب الماضي ولم تستفد من تجربة الماضي ولم تتعض من أخطاء الماضي نجد منهج البناء ومنهج السعي إلى تطوير الأوضاع بشكل تدريجي نحو الأفضل هناك منهج لا يريد أي شي ولذلك دائما رافض ودائما ممتعض ودائما يبحث من هنا وهناك ويستاء و يستسهل المس من أعراض الناس ونحن كحركة نسعى إلى البناء و إيجاد حلول الوسطى و عدم تعقيد الأوضاع عندما عرض علينا إسم الحبيب الصيد وعلمنا من ترشيح الصيد رئيسا للحكومة ، لم نعترض عليه بل سنتعاون معه بما تسمح به الظروف وتمنينا له ومن معه النجاح و التوفيق لمصلحة تونس .

زووم تونيزيا : من ناحية الإستقلالية هناك من يرى أن الحبيب الصيد ليس مستقلا بإعتباره سبق و ان كان في حكومة الباجي قائد السبسي سنة 2011 ؟

نور الدين البحيري : من الغريب أنه يقال كلام من قبيل هذا من أطراف قبلت بالباجي قائد السبسي و لم تقبل العمل مع حكومته و رأيناها هذه الأطراف متحالفة مع السبسي وهذا حقهم و متحالفة مع أطراف أخرى ، أنا أدعو للتعاطي مع الأوضاع بسهولة لأن بلادنا لم تعد تتحمل التجاذبات ، بلادنا لم تعد تتحمل الصراعات ، وبلادنا لم تعد تتحمل هذه الأحزاب السياسية التي غايتها المناكفة وغايتها الشذوذ على الخيارات العامة فهناك أطراف تحاول أن تظهر دائما انها ضد كل شي .

الواقع يفرض كل الحلول هذه الحلول عندما تأتينا لا يجب أن رفضها فالشعب التونسي ينتظر في هذه الحكومة وليس هناك شي ملائكي و الأفضل لبلادنا أنه عندما نجد حلا وسطا تتفق وتعمل عليه وتكف عن المشاغبة لمجرد المشاغبة أو المشاغبة لمجرد حب الظهور وحب البروز ، هذه جربت و لم تصح الذي جرب و صح هو البحث عن التوافق و البحث عن تجميع ما يمكن من أبناء تونس حول خيارات معقولة ومنطقية و وموضوعية

كل التونسيين قابلين بحل و هي باقية في رفضها يا ترى مالذي يجعلها تتمسك برفضها وتعتبر نفسها هي الحل ، الحقيقة نسبية لا يمتلكها أحد فليس هناك أي بشرو أي منظمة أو أي حزب يمتلك الحقيقة

الإختلاف يجب أن يحسم بطريقة ديمقراطية و بطريقة عقلانية يبحث فيها الناس عما يجمعهم بعضهم البعض إذ نجد أناس عندما تقترب منهم يبتعدون عنك فهنا أي حقيقة تبحث عنها فإذا كان يريد البحث عن التفرد و الظهور وحده فهذا لايفيد بشي بلادنا ليست في حاجة إلى هذا بلادنا في حاجة إلى تواضع الأحزاب و الشخصيات الوطنية تتواضع كذلك وتسعى لإقتراب بعضها البعض وتحترم الحق في الإختلاف وقبل بما تقتضيه المرحلة .هل نحن مع حل مشاكل تونس بالحوار هل نحن مع الإيمان بحق التواجد للجميع ، هل نحن ضد الإقصاء و الإستثناء ، هل نبني خيارتنا على أساس البحث عن حلول لمشاكل البلاد و البحث على السبل في التسريع لإعادة بناء تونس على أسس جديدة أم نبني خيارتنا على التناقض مع الغير و على التضاد مع الغير فهناك أحزاب تنتظر في قرارات النهضة فإذا قالت النهضة مع نحن مع مساندة الحبيب الصيد هي تأتي بقرار الرفض و إذا قالت النهضة نحن لسنا من مساندي الحبيب الصيد وهي تقول نحن نسانده ، ماذا يفيد هذا الأسلوب لا يفيد لا حزبه و لا البلاد لا في الحاضر و لا في المستقبل ، نحن كحركة إخترنا بناء تونس و نبني تونس مع غيرنا بما في ذلك من طالب بإقصائنا و من طالب بقطع رؤوسنا و من طالب بقتلنا .

هذه البلاد هي بلاد كل الناس و إنها سقف نحتمي تحته كل الناس وهذا السقف إذا سقط سيقع على كل الناس التي تحتمي تحته ، ما للمصلحة في أن ينفرد بقيادة السفينة و هي تغرق ، من الأفضل أن يتعايش كل الناس على هذه السفينة التي تستطيع حملنا ومن الأفضل أن نقودها مع بعضنا البعض وبعد ذلك نتفق في الوجهة التي نريد الذهاب إليها ، وسيلة النجاة الوحيدة للتونسيين هو أن يضعوا أيديهم بعضهم البعض فعلينا أن نستحضر كيف نجحت هذه الثورة هناك أناس تنسى هذه اللحظة و لاتريد أن تتذكرها و لو تتذكرها ستتجاوز كل الأخطاء ، فكيفا نجحت هذه الثورة في إقتلاع نظام من أعتى الأنظمة في العالم و من أكثرها دموية ومن أكثرها ديكتاتورية فيكف نجحت هذه الثورة إذن ، هل نجحت في أن حزب العمال رفع شعاره وحده أو حركة النهضةرفعت شعاره وحده وحزب الديمقراطي التقدمي رفع شعاره وحده وكل شاب فكل التونسيين تركت كل شعاراتها و إختياراتهم الحزبية و الشخصية و وضعو أيديهم في أيدي بعض فالبوعزيز ليس متحزبا و ليس متسيسا بل كان له حب الوطن و كل الشهداء في الثورة رفعوا شعار الوطن و رحيل العصابة التي كانت تحكم في تلك الفترة وهذا لماذا نجحت الثورة و لكن للأسف نجد الآن من هو ضد كل شي وليس هذا الهدف الوحيد الموجود الإنسان يجب ان يعيش من أجل خدمة بلاده و عائلته و شعبه و الإنسانية و لكن الإنسان أن يعيش من أجل ضد فلان هذا امر غير مقبول .

زووم تونيزيا : الجبهة الشعبية إعتبرت أن السيد الحبيب الصيد إبن المنظومة السابقة حسب نص البيان الذي صدر بعد تكليفه و إعتبرت هذا التكليف ترضية لحركة النهضة و هي رسالة سلبية أولى للرأي العام ماهو رأيك و تعليقك على هذا ؟

نور الدين البحيري : لو راجعت الجبهة الشعبية ما نسجته من تحالفات بعد إنتخابات أكتوبر 2011 مع رموز النظام السابق لصدقت هذا ناتج من رؤية وطنية.

زووم تونيزيا : مؤخرا عقدت حركةالنهضة مجلس الشورى و خرجت بقرار يتمثل في دخولكم إلى الحكومة إذا تم عرض عليكم ذلك وهذا موقف عبرتم عنه حتى قبل إنعقاد مجلس الشورى ماهي الأسباب الرئيسية التي جعلتكم تتخذون هذا القرار؟

نور الدين البحيري : حركة النهضة ذات الأغبية في المجلس التأسيسي و كان الفارق بينها و بين الأحزاب التي تليها كبيرا و هذه الحركة لم تقبل إلى أن تحكم وحده و سعت إلى تشكيللا حكومة وحدة وطنية ووصولها لتشكيل الترويكا لأن العديد رفضوا منهم من تحمل المسؤولية ومنهم نكاية في النهضة و اليوم نسمع في عدة أطراف حتى بعد 2011 أعلنت حتى قبل تكوين الحكومة إختيارها للمعارضة و أصبحت تقول اليوم يجب أن ننتظر و هذا موقف أحمد الخصخوصي حول أن دور المعاضر سابق لأوانه و لكن التاريخ حافظ للواقع و حركة النهضة ساهمت في تشريع الدستور و لها فضل كبير في أنها حافظت عل شجرة الربيع العربي وهي إستثناء وبالنسبة لإعتبار الشباب أن النهضة خانت الثورة و لدماء الشهداء و يجب التذكير هنا أن النهضة حافظت على الوحدة الوطنية و عدم الذهاب إلى عاصفة كانت تذهب على الأخضر و اليابس و النهضة قامت بالمساهمة في تأسيس هيئات دستورية و الوصول إلى إنتخابات تونس هي الإستثناء و النهضة كانت إستثناء لأنها إستوعبت الدرس ، نحن كحركة النهضة نجحنا في إستمرار للثورة التي جاءت من أجل الحرية الكرامة و التشغيل و غيرها .

خروجنا من الحكم كان تضحية من أجل الوطن

زووم تونيزيا : منذ أن أعلنتم نيتكم الدخول للحكم بدأت الآراء و المواقف تتضح حول هذا الموضوع مثلا الجبهة الشعبية يرون أنكم كنتم في حكومة الترويكا التي كانت سببا في فشل البلاد و لهذا لا يجب أن تكون في الحكومة القادمة ردكم على هذا ؟

يكفينا شرفا إلى لحظة تمت فيها إنتخابات رئاسية و تشريعية شفافة لأول مرة في تاريخ تونس هناك تسلم سلمي على السلطة و نتمنى من الجبهة التعامل مع الوضع في البلاد بكل موضوعية و النهضة قادت البلاد إلى الانتخابات و لكن رغم كل التهديدات الترويكا أوصلت البلاد إلى بر الأمان و أكبر خسارة للبعض هو خروج النهضة من الحكم لأنهم تربوا على سب النهضة.

زووم تونيزيا : في صورة ما إتجه نداء تونس إلى تشريك الجبهة الشعبية في الحكم هل أنتم مستعدون للتعامل معها كشريك؟

نور الدين البحيري : نحن دعونا إلى حكومة وحدة وطنية تجمع أكبر طيف من الأحزاب السياسية من داخل و خارج مجلس نواب الشعب نحن حركة يهمنا مستقبل بلادنا .

نحن مع العمل مع كل أبناء تونس على قاعدة برنامج وطني التي يضمن عدة جوانب لفائدة المواطن التونسي و إستكمال بناء الدولة و تحقيق العدالة الإنتقالية.

زووم تونيزيا :  حسب رأيكم هل ستكون النهضة فعليا في الحكومة و هل هناك مشاورات بهذا الخصوص ؟

نور الدين البحيري : نحن مع توسيع دائرة التشاور حول هيكلة الحكومة و برامجها و إذا أرادنا تجاوز التحديات لأن خيار الثورة و المسار الإنتقالي مستهدف و تكريس الديمقراطية ونريد حكومة تمثل كل الناس

زووم تونيزيا : أنتم عدة مرات صرحتم بأنكم مع حكومة وحدة وطنية وهناك من يرى أن حكومة الوحدة الوطنية إفراغ لدور المعارضة هل هذا صحيح فعلا حسب موقف حركة النهضة ؟

نور الدين البحيري : المعارضة يجب أن تكون موجودة في كل مواقع ، الهدف هو تسيير العمل الديمقراطي

زووم تونيزيا : عدة تحاليل سياسية ترى أن الحبيب الصيد ليس له قاعدة و سند سياسي ما عدى نداء تونس و الأطراف المساندة له و سوف يكون نظره موجه نحو القصر الرئاسي الذي يرأسه السبسي وهو رئيس الحزب الذي له الأغلبية في البرلمان لذلك كل الشؤون ستدار من قصر قرطاج هل هذا صحيح فعلا : وهل هناك حقيقة التخوف من التغول ؟

نور الدين البحيري : نريد حكومة وطنية تنال رضاء المنظمات الإجتماعية و الأحزاب السياسية يمكن لحكومة الصيد الفوز بأكثر من 160 نائب كما يمكن أن تفوز بأغلبية زائد بعض الأصوات و البشر بطبيعته ميال للإستبداد و نحن وضعنا أسس للحد من الإستبداد عن طريق مؤسسات و لنا مجتمع مدني رغم هشاشته هو حاضر و فاعل و قوي وهذا ما يبشرنا بعدم وجود تغول ومن يريد التغول فسيجدنا حاضرين للتصدي حيث كل الخطابات الموجودة مطمئنة في هذا الإتجاه و إذا عادو عدنا لهم بالنعال و بالتصدي و المقاومة.

زووم تونيزيا : هل تعتقد أن تكليف رئيس الحكومة غير متحزب هو تهرب نداء تونس من المسؤولية التي قدمها له الشعب؟

نور الدين البحيري : أنا أعتقد إختيار الحبيب الصيد مؤشر إيجابي و ليس مؤشر سلبي و هذا دليل على نضج الأحزاب السياسية و فهمها للواقع السياسي.

زووم تونيزيا : ما هو موقفكم فيما يخص إيقاف المدون ياسين العياري و محاكمته محاكمة عسكرية ؟ و ماهو تعليق حركة النهضة على طريقة معاملة الباجي قائد السبسي لعائلات شهداء و جرحى الثورة يوم 14 جانفي ؟

نور الدين البحيري : الجيش الوطني هو جيش حمى الثورة و ساندها و حمى البلاد في وقت الشدة و قدم الشهداء من أجل إستمرار الدولة و ليس من أي تونسي إلا أن يعترف يجميل الجيش ونحن نعتبر الرأي يبقى دائما رأي و محاكمة ياسين العياري هي محاكمة سياسية بإمتياز و على ياسين رفض الأحكام و يجب الذهاب هنا إلى أنه تم تشويه النهضة من طرف عدة صحف و إعلاميين إلا أننا لم نلتفت إلى هذا.وقد نادينا منذ التسعينات إلى بقاء دور القضاء العسكري فيما يخص مهامه فقط.

من ناحية أخرى نحن معتقدين أن عائلات الشهداء و جرحى الثورة لم يتحصلوا على حقوقهم ومعرفة القتلة ، وعلى الدولة أن تهتم بهذه الفضية و نحن لن نتخلى عن بذل كل جهد من أجل البحث عن الحقيقة من أجل رد الإعتبار لهم معنويا و ماديا.

كلمات مفاتيح :
نور الدين البحيري