في أهمية اصطفاف المكونات الثلاث
في قراءة أولية لنتائج الدورة الأولى المُعلن عنها رسميا من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات صبيحة الثلاثاء الماضي، فان الأطراف أو المكونات الثلاث قادرة على تعديل الكفة لهذا المرشح أو ذاك في الدورة الثانية، و السبب جلي وواضح باعتبار أن النسب التي تحصل عليها مُرشحو "الجبهة" و "الاتحاد" و "المحبة" ستكون لها أهميتها والتي تقدر مجتمعة بما يقارب الـ19 بالمائة تقريبا من أصوات من توجهوا لصناديق الاقتراع :
أي أن حوالي 600 ألف صوت ستوجه لهدا المرشح أو داك ، ورغم أن التصريحات الأولية والتقديرات العامة لمواقف المكونات سالفة الذكر أنها لن تحسم أمرها بسُرعة بل أن المسؤولين الأولين أكدوا أن الموقف النهائي سيتم على ضوء القرار الذي ستتخذه الهياكل القيادية، أي ربحا للوقت ورجوعا للمؤسسات القيادية المركزية وهو أمر محمود ومطلوب...
ولا يختلف اثنان في أهمية كسب أي منها لهدا المرشح أو داك وأنها ستكون من بين عوامل تقدم أي من المرشحين وفي حد أدنى ربح بعض المعارك السياسية والإعلامية قبل موعد الدور الثاني والوارد تنظيمه يومي 21 أو 28 ديسمبر القادم...
وستضطر الأطراف الثلاث اللجوء الى المؤسسات القيادية الكبرى لأنها قد تجد نفسها أمام استقالات لكوادرها نتاج الموقف المتخد:
المرزوقي قطع بعض الخطوات الاستباقية
مباشرة بعد غلق آخر مكتب اقتراع في تونس الأحد، طالب المرزوقي من مقر حملته بمدينة أريانة، كل الديمقراطيين الدين ناضلوا معه بالالتفاف حول شخصه مُقدما نفسه باعتباره المرشح الطبيعي لهذه العائلة السياسية ، بل أن مدير حملته الانتخابية دعا الجبهة الشعبية إلى مساندة المرزوقي لمجابهة خطر التغول، وهو ما يعني أن المرزوقي سيعتمد على منطق أنه المرشح الطبيعي للعائلة الديمقراطية وهو أيضا رد على منطق التقسيم الذي اعتمده منافسه في تصريحه لإذاعة "مونتي كارلو" وهو ما أشار المرزوقي إليه في تصريحه لقناة "فرانس 24"، و بالتالي فالمرزوقي سيكون قادرا على استقطاب جزء من جمهور الجبهة الشعبية وبعض مُكونات المشهد السياسي المحسوب عليها حتى وان اختارت الجبهة دعم خصمه المباشر أو اختارت موقف الحياد..
وطبعا من الطبيعي أن يجد المرزوقي مساندة واضحة وعلنية من الأحزاب التي دخلت في مشاورات مع حزبه على أرضية مبادرة مصطفى بن جعفر لاختيار مرشح واحد من العائلة الديمقراطية الاجتماعية حيث سبق أن تم الاتفاق بين "الحزب الجمهوري" و "التكتل من اجل العمل و الحريات" و "التحالف الديمقراطي" و "حركة الشعب الناصرية" و " المؤتمر من اجل الجمهورية" و "التيار الديمقراطي" وبعض المرشحين المستقلين ( الكيلاني – فريخة – بن سلامة ....) وهو مساندة المرشح الذي سيمر إلى الدور الثاني.
وبغض النظر عن المساندة الرسمية من طرف تيار المحبة ( رغم أن اغلب قيادات التيار تدعم المرزوقي) فإن اغلب من صوت لتيار المحبة سيجدون أنفسهم آليا في صف المرزوقي، كما أن أغلب الفصائل الطلابية غير القريبة من اليسار والتجمعيين مُساندة للمرزوقي خاصة و أن الطلبة سيكون حضورهم قويا باعتبار تزامن العطلة الشتوية مع الموعد الانتخابي...
ومع دلك فمن المنتظر أن يجد المرزوقي مساندة من طرف:
السبسي و ورقة الحقائب الوزارية مع المكونات الثلاث
يعتقد البعض من المتابعين أن الباجي قد دخل معركة الإصطفافات بأريحية كبيرة باعتباره يمتلك عددا من الأوراق وهي مسألة غير صحيحة ادا ما دققنا في الموضوع من جوانبه العديدة ومن زوايا مختلفة :
ادا هدا يؤكد أن الباجي قائد السبسي سيدخل معركة حشد المساندات بأريحية من جهة وبصعوبات من جهة أخرى، ورغم أنه صاحب تجربة أربعة عقود وله القدرة على المناورة والتلويح بهده الورقة أو تلك بل و له أوراق عديدة من بينها ورقة تشكيل الحكومة القادمة، وبالتالي كل حزب لن يسانده سيجد نفسه آليا خارج تشكيلة الحكومة ومن سيساند المرزوقي سيجد نفسه آليا في المعارضة:
هل فعلا تستطيع المكونات الثلاث التأثير على المصوتين لها في الدورة الاولى؟
رغم أن ظاهر الأمر يُبين أن السبسي قد كسب عمليا ولو جزئيا معركة حشد المساندات السياسية وخاصة المكونات الثلاث و خاصة وأن لُعبة الحقائب الوزارية ورئاسة المجلس النيابي ستكُون محرارا لمنطق المُساندة من عدمه له وهو ما هو واضح في تصريحات القيادات الندائية ومن خطاب المكونات الثالث، إلا أن المُساندة حتى وإن حصلت فعليا وبشكل رسمي فانه ليس لها أي أهمية وستقتصر على البُعد الإعلامي وتسجيل المواقف السياسية لا غير، لأنه من الصعب التحكم في أصوات الناخبين ومن الصعب أن تُؤثر قرارات الأحزاب بشكل كلي على القاعدة الانتخابية المُصوتة لهم، بل وحتى على قواعدهم وخاصة في بعض الجهات لان مكونات المجتمع المدني ستكون لها الكلمة الفصل...
الفجر عدد 28 نوفمبر 2014
قدّم حزب تيار المحبة دعوى قضائية ضدّ التلفزة التونسية بسبب ومضة تحسيسية من إنجاز مركز " ...
زووم - أعلن حزب تيار المحبة ، اليوم الأحد 30 جويلية 2017 عن مقاطعته الانتخابات البلدية القادمة.