واقترحوا إرسال اللقاحات الفائضة إلى تلك البلدان التي لا تزال فيها نسبة الأشخاص الملقحين منخفضة. ونشرت المجلة العلمية The Lancet رسالتهم المفتوحة بهذا الشأن.
وجاء في الرسالة أن "احتياطيات اللقاح ضد فيروس كورونا لا تزال محدودة للغاية. وحتى لو كان تعزيز مناعة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالفعل مفيدا، فإن هذا التأثير لا يفوق الفوائد التي ستجنيها البشرية من تطعيم السكان غير الملقحين".
قالت، آنا ماريا هيناو ريستريبو، رئيسة برنامج تطوير اللقاحات بمنظمة الصحة العالمية إن "التخلي عن إعادة التطعيم سيساعدنا على تقريب نهاية الوباء".
لقد أثار ظهور سلالة "دلتا" وأنواع جديدة أخرى من الفيروس التاجي مخاوف من ظهور إصدارات جديدة من الفيروس في المستقبل القريب ستقاوم عمل اللقاحات والأجسام المضادة للأشخاص الذين قد تعافوا. وجعلت مثل هذه الاعتبارات السلطات في العديد من دول العالم تفكر في تحقيق برامج وطنية لإعادة تطعيم السكان. وعلى سبيل المثال، فإن "السلطات الإسرائيلية" أول مَن أطلقت مثل هذا البرنامج في أواخر صيف عام 2021.
وكانت، إيناو ريستريبو وزملاؤها في منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى مهتمين بمدى تأثير برامج إعادة التطعيم هذه بشكل إيجابي على الوضع الوبائي في العالم. وقارنوا إيجابياتها وسلبياتها بما كان سيحدث إذا تم إرسال اللقاحات الفائضة إلى بلدان لا يزال فيها عدد الأشخاص الملقحين منخفضا أو قريبا من الصفر.
وحلل العلماء نتائج الدراسات التي أجريت في الأشهر الأخيرة الماضية في عدد من بلدان العالم واستهدفت دراسة كيفية تغير فعالية اللقاحات بعد ظهور أشكال جديدة من SARS-CoV-2. وبالإضافة إلى ذلك، حلل الخبراء مدى سرعة انخفاض فعالية اللقاحات مع مرور الوقت.
وتوصل الباحثون إلى استنتاج مفاده بأن كل اللقاحات المستخدمة حاليا، بما في ذلك اللقاحات القائمة على الحمض النووي الريبي، لا تزال فعالة، وهي تمنع البشر من الإصابة بالعدوى بنسبة 65 -90 ٪ وتحمي 80-100 ٪ من المرضى من COVID-19 الخطير. ويخص ذلك جميع المرضى الذين تم تطعيمهم على الرغم من أن فعالية بعض اللقاحات تتناقص بسرعة مع مرور الوقت.
من ناحية أخرى، فإن الأشخاص غير الملقحين لا يزالون معرضين بشدة للعدوى. لذلك اقترح العلماء توسيع دائرة الأشخاص الذين يتلقون لقاحات ضد COVID-19 إلى حد بعيد. وسيتطلب ذلك التخلي عن برامج إعادة التطعيم الوطنية وإعادة توجيه اللقاحات إلى مناطق من العالم لا تتوفر فيها حاليا.
وحسب خبراء منظمة الصحة العالمية، فإن مثل هذه الخطوات ستسهم بشكل فعال في تسريع القضاء على وباء COVID-19 العالمي وحماية البشرية من ظهور سلالات جديدة من SARS-CoV-2 سيكون بمقدورها مواجهة الأجسام المضادة وأشكال أخرى من المناعة.
المصدر: وكالة تاس