مقاﻻت رأي

كيف يتحوّل الحقوقي إلى استئصالي ؟

سامي براهم | الثلاثاء، 24 فيفري، 2015 على الساعة 13:20 | عدد الزيارات : 5585
عرفته أستاذا في اللسانيات و الفروق اللغويّة ثمّ في المعهد العربي لحقوق الإنسان يستثمر في التربية على حقوق الإنسان و التدريب على ثقافة الغيرية و الاختلاف و التعايش و العيش سويّا ،ثمّ في النّدوات و المحاضرات و دورات الحوار التي كان ينظمها و يحرص على أن تكون ممثّلة من جميع الفرقاء السياسيين و المختلفين فكريّا ، ثمّ أفاجأ به بعد الثّورة في غمرة التجاذبات السياسيّة فأكتشف كأنّني لم أكن أعرفه ،

 

تصريحه الأخير الذي يهدّد فيه بحلّ البرلمان إن فاز خصومه في الانتخابات البلديّة أسقط كلّ الأقنعة الحقوقيّة الخلّابة ، و زرع الشكّ في كلّ البرامج و الدورات و الأنشطة التي كانت تنظّم تحت لافتة حقوق الإنسان و ثقافة التّعايش ،

هل كانت مجرّد غطاء لبرامج و أجندات لا علاقة لها بالحقوق ؟

أحاول طرد هذه الشّكوك لثقتي في كثير ممّن التقيتهم من مدرّبين و منشّطين و مسؤولين في سياق تلك الأنشطة و الدورات التي كانت تعقد تحت إشرافه و التي ساهمت في نشر ثقافة حقوق الإنسان

و لكنّني أحاول أن أفهم الظّاهرة : يمكن للشّخص أن يتغيّر و تتغيّر مواقفه ، قليلا إلى الوراء أو قليلا إلى الأمام ، قليلا إلى اليمين أو قليلا إلى اليسار، و لكن أن يتحوّل فجأة و دفعة واحدة من حقوقي إلى استئصالي فهذه حالة تحتاج إلى كثير من التّحليل و النّقاش