مقاﻻت رأي

في الفن والإنسان

البحري العرفاوي | الأحد، 19 أكتوبر، 2014 على الساعة 10:21 | عدد الزيارات : 1277
زووم | مقالات رأي حين تتَسَمّم الثقافةُ بالحقد لن تكون أداة لصناعة الحياة وإنتاج المعنى وتهذيب الذائقة…

أنْسَنَة البشر...وحين يتكلم "فنان" بلغة متعالية حاقدة تصفوية لا يمكن تصديقه في ما يزعمه لنفسه من إبداع وفن وثقافة وقد علمنا أن جوهر الثقافة هو في الإرتقاء بالكائن البشري من حالة التوحش والعنف والبداوة إلى التمدن والتعايش وحسن التواصل وقد علمنا أيضا بأن الثقافي هو ما بعد الطبيعي وما بعد الغرائزي وما بعد الحيواني. الثقافة كساء الحضارة وغيث الحياة والمبدع هو كسحابة مُثقلة لا تميز بين جهة وأخرى ولا بين قوم وآخرين حين ترسل ماءها تسقي التراب والمَدَرْ وتغسل الصخور وأوراق الشجرْ لا تفرق بين شجر الزيتون وحتى شجر الزقوم. ماذا لو امتنع الأطباء المؤدلجون عن معالجة مخالفيهم تشفيا ونكاية وحبْسا لعلمهم إلا على رفاقهم وأنصارهم أو ماذا لو امتنع صُناع الأدوية على إعطاء أدويتهم لمرضى يخالفونهم العقيدة السياسية وجعلوها مخصصة أيضا لرفاقهم ممن يحسبونهم شركاءهم في الكفاح؟ هكذا ـ للأسف ـ يتصرف حاقدو اليسار اليميني الإستئصالي ـ وما هم بيسار ـ أدعياء الثورية والتقدمية ونعرف أنهم كانوا الأظافر الوسخة للإستبداد وكانوا خزانات الحقد التي يستمد منها النظام السابق وقود حربه على خصم سياسي... هم يعرفون أنهم كانوا ينعمون بالفضاءات العامة ومؤسسات الدولة ويغرفون من خزائنها ويٌقيمون في مؤسساتها حين كان الإسلاميون محاصَرين مشردين وممنوعين لا من حرية التعبير فقط بل ومن الجلوس في المقاهي ومخالطة الناس بل وكان بناتهم وأبناؤهم النجباء محرومين من جوائز يوم العلم ومحرومين من إقامة صداقات آمنة مع زملائهم في المؤسسات التربوية لأن كثيرا من الأولياء كانوا يُوصون أولادهم وبناتهم بتجنب ربط صداقات ببنات وأبناء من صنفهم الإستبدادُ خصوما. لستُ بصدد استحضار عذابات الإسلاميين أو استثمارها في محطة انتخابية ولا بصدد الوقوف على آثار ماض قريب حزين وكئيب وإنما أنا مضطر لتقديم إجابة بوجه ادعاءات من يهاجمون الإسلاميين باستمرار يشككون في علاقتهم بالفن والإبداع والجماليات وثقافة الحياة بل ويتساءلون عن مدى انتمائهم للتونسيين ـ وهذا قمة الحقد والجهالة والوباء الإيديولوجي ـ أيها الأدعياء لستم يساريين ولا ثوريين ولا مبدعين ولا فنانين أنتم بحاجة إلى علاج ذهني ونفسي أنتم مصابون بداء "الضغينة" تؤزكم أفعالكم السيئة أزًّا تعرفون مدى إجرامكم ووشاياتكم ـ كما نعلمها ـ ضد شركاء الوطن والإنتماء تعلمون تحالفاتكم القذرة مع الجلادين وتخشون أن يكون ضحاياكم يُضمرون لكم انتقاما حين يستقر لهم الأمر ولا تصدقونهم حين يحدثونكم عن "التوافق" وعن "دفن وصايا الثأر" لأنكم بضيق صدوركم لا تصدقون أن يقدر من تعرض لمثل جرائمكم على أن يكون متسامحا ولا تتوقعون أن يتجاوز ضحاياكم عن مؤامراتكم . أنتم مسكونون بالأحقاد المُعتّقة ولن يكون شفاؤكم إلا بصدمة قريبة تُذلكم وستَعْوُون بعدها كما قطط الأزقة ... ولكننا نظل نشفق عليكم ونناديكم إننا شركاء الوطن تعالوا نتعاون لنجعل الحياة ممكنة...وسنجعلها ممكنة بحول الله وبوعي شعبنا الذي لم يعد يصدق الزائفين.